السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد وأن ينفع بكم البلاد والعباد ..
لعلكم أحبابنا القراء قد اطلعتم على القصة المؤلمة السابقة والتي أوصي بالإطلاع عليها .. لأن لها تعلق نوعا ما بهذه القصة ..
ويمكن مراجعتها عبر هذا الرابط .. بعنوان :
قصتي مع طريق الموت...!! وما رأيت فيه من موقف أليم . !!! شاب يحتضر !!!
http://saaid.net/gesah/233.htm ولم أنسى رسائل بعض القراء الكرام لي .. بعدما ذكرت في نهاية القصة الماضية أني سأسافر
مع هذا الطريق من الغد وهو الآن أمس 5 / 10 ( الجمعة ) يقول فيها أحد الأحباب واسمه ماجد معلقا على القصة الأولى
وما نويته من إعادة السفر مع نفس الطريق المهلك وجاء فيها ( وكم أحببت مشاعره وغيره من الإخوة ) :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اخي الغالي الكريم
كل عام ونتم بخير
لقد قرأت قصتك التي بالساحة عن الحادث الذي وقع في طريق الموت واعجبني نبلك في حسن التصرف ولكن ما زعجني هو اصرارك في الاستمرار في سلك نفس الطريق من اجل اختصار ساعة او ساعتين
والله اتمنى لك ان لا تسلك الطريق وان تغلي نفسك وتتقي المخاطر
اوصلك الله سالما غانما ياغالي
اخوكم
ماجد
كم كنت أتمنى أن أجيب الطلب ولكني كنت مجبورا .. !! ولتربطوا أحزمتكم لأني لأن أتأخر في عرض الفصول والتي
كانت أشد إيلاما .. من الحوادث الأربعة الماضية وكلها منشورة ويمكن مراجعتها في ( صيد الفوائد – القصص ) ..
ملاحظة : أنا أكتب لكم هذه القصة ولا تزال أثار دماء المصابين في ثوبي حتى كتابتي لهذه القصة ..
عزمنا أمرنا .. وحملنا أمتعتنا .. كالعادة متجهين إلى دار الحبيب صلى الله عليه وسلم مع هذا الطريق الموحش والذي
يسمونه طريق الشاحنات ...وللتذكير فهو مسارين فقط ذهاب وإياب وأغلب من يسير فيه الشاحنات والسيارات المتهورة
فرص النجاة فيه قليلة .. وفرص الكوارث ..فيه أكثر مما تتصور .. ولا أخفيكم أني لم أسر
هذه المرة إلا وقد أعددت وصيتي .. حتى يراها من يهمه أمري إن حصل ولقيت ربي ..
ذكرنا الله .. ودعاء السفر .. ودخلنا لهذا الطريق المؤلم ..
ولا أخفيكم جددنا العهد برؤية مكان الحادث القديم ( المذكور في القصة الأولى )
ورأيناه .. ودعونا لإخواننا .. ولا تزال قلوبنا مجروحة عليهم لا ندري أهم في الدنيا ..
أم هم الآن تحت أطباق الثرى ..
باختصار : سرنا هذه المرة .. متأنين جدا .. ولم ننتبه إلا وقد .. خرجنا منه والحمد لله .. رب العالمين ..
هنأنا أنفسنا .. كثيرا .. رغم أنه بقي في المسافة ما يربو على 350 كم .. !! ولكن زوال هذا الطريق أهم عندنا مما بقي
وإن كان طويلا الحمد لله ..
الطريق للمدينة الآن واسع .. فسيح ..
سرنا فيه مسيرة الواثق ... وبدأنا نتبادل أطراف الحديث ثلاثتنا .. بأريحية بالغة ..
والحمد لله رب العالمين الذي نجانا من فتكت هذا الطريق الموحش ( طريق الموت ) !!
ووقتها .. لم يدر في خلدنا أبداً ..
وأنا ( المؤمن كالغيث ) .. خاصة
أننا على موعد .. مع أقسى حادث رايته في حياتي ..
ولا تنسوا أن جرحي بعد لم يندمل فليس بيني وبين الحادث الماضي إلا أسابيع .. وكذلك جرح من قرؤوا القصة من
الإخوة والأخوات ..
***************
أنوار مضيئة .. تجمع كبير ..
قلت أكيد نقطة تفتيش .. !!
قال زميلي : لا أظن ..!!
هاه إذن ماذا ؟؟
رد علي : حاااادث ..
يالله .. !!
يبدو أن علاقتي بالحوادث حميمة .. !!
ومباشرة .. أوقفنا سيارتنا ..
ونزلنا ( ليس للتجمهر – يعلم الله - كما يفعل كثير من الناس مما يعيق إسعاف المصابين .. ولربما البعض ينزل ليشاهد الحوادث العائلية ويستمتع بالمناظر ويصور البعض بهاتفه ولكن حتى نعين من نستطيع ونلقن الشهادة فيمن ندرك فيه حياة )
وبدأت المناظر المفزعة .. حينما رأيت عندك الشبك الذي يفصل مساري الطريق في الطرق السريعة .. رجل يبدو أنه كبير
السن وكان منظره مريعا جالس وبجواره أحدهم .. والدم قد علا وجهه الأبيض ..!!
لم أتبين الصورة واضحه كما ينبغي .. خرجت ..
لأفاجأ أن الحادث هذه المرة ليس كالحادث السابق ( شابين ) وإنما هذه المرة (عائلة) !!
أول مرة أقف على هذا النوع من الحوادث ..
خرجت كالمجنون .. لأن الحادث لا يزال دمه حار ... حيث أن الإسعاف على وشك وصول وجميع المصابين لا يزالون
في موقع الحدث ..